بين الفقهاء والفكهاء ،، تحتار الأمة ،، المسلسلات انموذجا،،

المقال

بين الفقهاء والفكهاء ،، تحتار الأمة ،، المسلسلات انموذجا،،

4309 | 08-08-2012 03:11

((الفقهاء والفكهاء )).... تحتار الامة ،، المسلسلات أنموذجا،،،

دائماً ما تقاس الامم بالنخب والقادة ،، وبنوع ما يحمله هؤلاء النخب من رسالة وقيم ،
ويربط النخب بباقي الناس وعوامهم ودهمائهم تلك الطريقة والوسيلة التي تنقل القيم والرسالة من القادة والنخبة والمصلحين الى عامة الناس فيتحقق حينها الوصل والربط ... فيتكون المجتمع .

من خلال هذا المدخل انطلق لموضوع مقالي ( الفقهاء والفكهاء ) !!! ولعله يعطي تحليلا واستقراءا لأضلاع المثلث السابق
المكون للمجتمع ؛
أولا : هل النخب والمصلحون والقادة للامة هم (فقهاؤها) ام (فكهاؤها) ؟ ام سيذوب هذا التمايز فيصبح فقهاؤها فكهاء!! ويختلط الحابل بالنابل والمهبول بالعاقل !! والسفيه بالفقيه والعالم بالجاهل !!!
قد تكون الاجابة مثلثة أيضاً يعني من يفرد الفقهاء او الفكهاء او يذيب .. لكن دعني اكمل المقال لربما انكشف الحال والسؤال .
ثانيا : هل الرابط والوسيلة والطريقة للتواصل بين القادة والنخبة ومصلحي الامة يصلح ان يكون التفكه ام التفقه ؟ ام يخلطان ليخرج جيل فكهي وفقهي !!!
ثالثا : وهي الزاوية الحادة لهذا المثلث : هل القيم والرسالة التي لدى مصلحي ونخب المجتمع منسجمة ومتلائمة مع قالب التفكه ام التفقه ؟ ام تنسجم مع كليهما ؟!!
ان المجتمعات المدنية تتفاوت من حيث القيم والرسالة التي يوصلها النخب للعامة وهذا لا نقاش فيه ولا جدال !! فالواقع مشحون بالثقافات والتنوعات التي تميز كل اهل قطر عن الاخر ،،، فنرى المجتمع الشيوعي الاشتراكي ونرى المجتمع العلماني الليبرالي الرأسمالي ونرى المجتمع الممسوخ من احدهما وهذا الثالث ينتشر بكثرة في العالم الثالث !! ولعل هذا سبب تسميته بذلك !! فنرى دول العالم الاسلامي والتي تنعت بالعالم الثالث -حاشا بلاد الحرمين فهي العالم الاول- نراها لما انسلخت كأنظمة لا كأفراد من دستور الوحي اتجهت الى الغرب العلماني الليبرالي او الشرق الاشتراكي فأخذت منه ثقافات وقيم وأخذت منه طريق نشر تلك الثقافات والقيم المستوردة ودعني اركز على محورنا وهو الطريق حيث ارتكز على التمثيل والتهريج والسينما لإيصال قيمهم المستورة كقيمة مساواة المرأة للرجل فصار الاختلاط والفسق وكسر الفوارق بين الجنسين اولى وأحلى واسرع ثمرة يجنيها هؤلاء النخب المستوردة وهنا مكمن الخطر وراس الشر وغاية الفتنة ، لان اسرع ما يقضى عليه في مثل هذه الطريقة -اعني طريقة التمثيل والتفكه - هو ( الحشمة والحياء والفضيلة)
فلن يمنع ان يضاجع الرجل المرأة لانها مجرد تمثيل !! -وحسب الضوابط الشرعية زعموا-
ولا يمنع ان يكون المضاجع او المقبل او حتى المائل بالقول رمز من رموز الامة طالما احترمت سيرته واصبح كالأسطورة التي لا تتكرر !! واذا بداعر وداعرة يكونان مثله ومثلها تماماً لبسا وشكلا ولغة وفكرا وسلوكا وحزما وتقى وديانة !! لانه مجرد تمثيل ،،
قد نكون في جيلنا السابق اسعد حظا في عدم إدراك هذا الفكه !!
لكن حزني الكبير على الجيل القادم لما يرى الانبياء والصحابة يتقمص بقميصهم اسقاط وساقطات !! هنا سيخرج جيل مهرج يرى ان الدين والأخلاق والقيم التي لها حرمة وقيمة يراها مجرد تمثيلية يجيدها بل وينفذها بكل أقتدار السقطة والسفلة من رجال ونساء باعوا أعراضهم ليس سرا وخفاء بل تحت فحيح كاميرات المخرجين والمهرجين ،، ومكرات أعداء الدين ،، ومكساج فكهاء وفقهاء الدين !!
أحزن على جيل خرج على أمة لم يعد لديها حمى !! ، بل اصبح رعاة ودعاة وفكهاء وشبيحة الامم يستبيحون كل شبر فيها بلوثات ثقافاتهم النتنة التي افسدت مجتمعاتهم !! فاتوا بها ليتلقفها اذنابهم ومريدوهم في دول العالم الثالث ! ويفكوا عنانها لترعى حمى الدين العالية ومقدساته السامية . فتحقق تكالب الامم علينا لا بجنازير الدبابات فحسب ، بل بما في الكاميرات من لهو لعب .
ليس هذا تهويل او تصويل بل هو والله اقل ما قيل ، فالأمر ليس مجرد مسلسل ينقضي ،، بل خطره على الجيل من جهة تمريره باسم فكه الدين وهذا يوازي بالخطر والخطل كل ما يعرضه المسلسل !!!
لانه لو لم يجد هذا التقرير والتبرير الفكهي لصار كأي عمل تخرجه مستنقعات السينما وكبريهاتها ، بل حتى المتابع له من العامة سيكون لسان حاله ان يستعيذ بالله من الخبث والخبائث ومن همزات الشياطين قبل دخوله ويصيح بعد خروجه غفرانك !!!
اما بعد ان افتتحه وباركه الفكه والفكهاء صار متعاطيه يسمي قبله !! ويشكر ويحمد بعده !!!
ليستلهم الدروس ويعيش الخشوع والاحترام السطحي ،
نعم سطحي وظاهري ، لانه في باطن فكره سيرى التناقض ويعيشه:
اولا : تناقض العلماء لما عرفوا ما كانوا ينكرون بل ويكفرون متعاطيه سابقا !! وصار من ينكره صاحب شقاق ونفاق وسوء أخلاق !!
بل وجلف وضيق الصدر عن محلات الخلاف !!! هل تضاجع وتجامع باسم رموز الامة محل خلاف ؟!
ثانيا : ناقض من حيث انه جمع بين غاية الدعر ونهاية الطهر في شخص ، وبين دركات الفجور والانحلال وأعالي درجات السمو الجلال !! في قالب واحد !! يرى مرتادي الخنا يصبحون قادة ينصاع لأوامر هم عثمان وعلي وخالد وسعد !! ويرى أطهر النساء بصورة اعهرهن !! يرى كيف انه عمر وليس عمر ، وعاتكة وليست عاتكة !! وصالح وفاسد وغير هذا تناقض لا تناقض !!!
طوفان وتسونامي النفاق !! ارهاصاته !
احبتي : احزن -والله- على الجيل القادم بعد ان كسرت هذه السدود حيث سيقضي تحت طوفان وداء النفاق
لان اعظم اسباب انتشار طاعون النفاق هو فايروس ((التمثيل والتفكه)) !!
ويزداد خطر هذا الفيروس بقدر ما فيه من جراثيم التناقض !! -كما سبق-
فسيصبح الانسان شكاكا بكل شي ، وستنشط لديه خلايا الشك والتردد والحيرة !!
سيشك بالفقهاء فيرى انهم يمثلون على الناس !!
ويشك بالمصلحين بان دعوتهم وإصلاحهم مجرد تمثيل لا عن قناعات داخليه "" من هنا يبدأ داء النفاق لانه بمعنى بسيط هو انفصام بين الظاهر والباطن ، وهذا ما جعل النفاق مخالف لجوهر دعوة الاسلام القائمة على الإخلاص بمعنى صفاء ونقاء والتقاء وانطباق الظاهر مع الباطن ، قال تعالى (وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) (الا لله الدين الخالص) .
زد على هذا انه ينعش الفايروس الثاني لداء النفاق ، وهو فايروس ((الكذب)) ، فلك ان تعرف ان جميع ما فيه كذب في كذب وبكل تفاصيله كذب ! وليس هذا هو الخطر بل الخطر في الموضوع انهم يعقدون هذا الكذب ليصبح صدقا !!! بربطه بوقائع ثابتة وتاريخية ،
فيصبح هذا الخليط المعقد الذي تمازج فيه الكذب مع مطابقة الواقع والباطل مع الحق في قارورة واحدة ..
وسيزداد سوء بانظمامه الى التناقض السابق !!!
فلا ولن يثمر الا جيلا متناقضا !! يصدق الكذوب ويكذب الصدوق ؛ لان موازين ضبطهما قد تحطمت تحت مطارق أقلام وأفلام الكذابين !! وسحلت على خشبات مسارح الكذب !! وحينها لن نستطيع التمييز بين الحق والباطل لانهما لبسا نفس العباءة وتحدثا بنفس الأسلوب والطريق وعاشا في نفس الفلاشات ولعبهما نفس الشخص فهل بعد هذا التعقيد الفكري تعقيد ؟!
أحبتي ؛ لو رجعنا الى الزاوية الحادة وهي ((القيم)) التي يدعو اليها الاسلام لننظر هل يناسبها هذا الأسلوب والطريق فسنجد انه لا يتناسب أبدا مع مبادئه لا من قريب ولا من بعيد
؛؛ لان الاسلام أعلى وأغلى من ان يقدم على كاسات الكاسيات العاريات ، وأنغام الفاسقين والفاسقات ، وطاولات السينما والكبريهات !!
ولا يصلح ممن تخرج في تلك المستنقعات العفنة ان يتقمص دور الموجه للدين والداعي الى حبل الله المتين !!
فمن سيقبل موعظة من عربيد ناقص ؟؟!! ومن سيبكي على تلاوة راقص !!
والله ان الموعظة حينها ستشتكي التهميش والخذلان ! لانها صارت تباع بسوق الشراب والنسوان !! ولن يفرق الجيل بين موعظة عالم فقهيه ولا موعظه سفيه فكيه !! بل قد يميل الى الثاني لان إبليس قد منتجها ومخرجها بغاية الإبداع والتأثير !! مما يزهد بمواعظ الفقهاء الحقيقيين !
أحبتي الكرام :
لا يلزم من نجاح التمثيل في بث قيم الغرب المادية الهزلية ان ينجح في بث دين رب البرية !! لان الهزيلة التي تحمل الهزال لن تقوى يوما على حمل الثقال !!
احبتي ؛ إن دين الله اعظم وأجل من ان يلتمس او يطلب من كل من هب ودب !!
ذلك ان الله تعالى قد وكل به افضل الناس ،، وورثه الانبياء للعلماء الفقهاء الأكياس !! وسماهم الله رجالا !! (وما أرسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم) فهذا الدين انما يحمله للبشرية الرجال لا أشباه الرجال !!
وفي الحديث ان هذا الدين (يحمله من كل قرن وزمن وخلف عدوله) لا فساقه وكذابوه !
أيها الأحبة :
ولو رجعنا الى الوحيين الكتاب والسنة وما عليه سلف الامة لنفتش ونقمش في طرقهم في نشر وبث هذا الدين وما هي الأساليب التي اتخذوها؟
لأننا لن نتصور ان نكون أحسن منهم حالا أبدا أبدا !!! ولن نتصور ان نصل الى ما وصلوا اليه في نشر الخير توسعه ولا في تضحيتهم في هذا الطريق أبدا أبدا ...
فالقران الكريم يقرر ان هذا الدين والوحي والشرع قوي في جوهره ومبادئه ومن ثم يقرر انه لا يحمله الا الأقوياء وبين هذا وذاك لن يتوسط بين ذينك القوتين الا وسائل وطرائق تليق بهما قوة ومتانة !!
دائماً اصحاب الدعوات الباطلة او الهزيلة والهزلية يجبرهم ضعف وبطلان ما عندهم على نزول سوق النخاسة للبحث عن اي وسيلة يتوسلون ويتوصلون بها الى باطلهم ونشره !! بل ويتسولون الوسائل بل ويقمقمون في مرامي القمائم للبحث عن وسيلة توصل الى ما يريدون بثه ونشره !! وقاعدتهم الميكافيلية في ذلك ان الغاية تبرر الوسيلة !!!
وهذا واضح للعميان قبل العيان !! فانظر في الغرب والشرق كيف يتوسلون لغاياتهم بما يستحي إبليس ان يتوسل به !!! لكني -شخصيا- اعذرهم في ذلك إذ هم مضطرون !!
لكن أعود أحبتي الى دين الله الاسلام ومبادئه العظام هل تحتاج الى هذا التوسل الرخيص !! هل تحتاج الى من يقمقم للبحث عن وسيلة لتبليغ دين الله الى الناس ؟!
هل يضطر من يحمل هم نشر وبث الدين الى هذا التسول ؟؟؟
الجواب ؛ لا والله بل ان الدين متين وقوي وناصح وناصع وواضح وبين كالشمس ويتساوى فيه الليل والنهار وضوحا وجلاءا !! فهل بعد ذلك نتوسل في إيصاله بوسائل (((الفذلكة والمراوغة والتمحل والتلون والتخفي والخداع البصري والفكري))) لا والله لا يحتاج لهذه الملمعات والمنظفات التي هي من صلب وأس الاعمال التمثيلية !
الشمس ليست بحاجة الى نور السراج ، والجبل ليس بحاجة الى قفة لحمل صخوره ،، والبحر لا يحتاج الى كاس ليعينه على حمل مائه !! وقد قيل ؛
اما ترى ان السيف ينقص قدره اذا قيل ان السيف أمضى من العصا .
كما ان الدين لا يحتاج الدين الى وسيلة (((الهزل واللهو واللعب والنغم والرقص))) لنشر مبادئه بل ان تلك المعاني مذمومة شرعا ومحصورة التداول في الدنيويات ،، فكيف يفك قيدها ويطلق جيدها لتصول وتجول في الدين وأحكامه ، وترعى في حدوده ونظامه ؟؟ وهذه الوسائل هي من صميم العمل الدرامي والسينمائي كما يقال !؟
احبابي :
ان المتأمل في نصوص الوحي يجد انها تذم تلك المعاني وتعدها من قبيل الجهل وعدم العلم بل انها وسائل للتنقص والتزهيد في الدين وأهله ، بل والتشكيك في احكامه وقطعياته اقرأ بتفكر الآيات التالية -وكفى بالقران واعظا- :
(وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا) ، (ان الله يأمركم ان تذبح وا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله ان اكون من الجاهلين)(لو اردنا ان نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين) (وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب وان الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون)(قالوا أجئتنا بالحق ام انت من اللاعبين & )
(وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء و وتصديه) (وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون) (اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم)(ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا)

بل ان هذه الوسائل تسيء الى الدين حيث كان يتوسل بها اعداء الاسلام للطعن واللمز والنقص من مكانته فاقرآ ان شئت : (يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء ) (واذا ناديتم الى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بانهم قوم لا يعقلون) وانظر كيف ربط الهزو والهزل بقلة العقل !!
بل وسيخرج جيل يبرر تنقصه من أحكام الدين ومن رموز الامة من الصحابة والسلف (ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا) ... وسيخرج جيل يكذب بسبب هذه الوسائل قال تعالى (فويل للمكذبين & الذين هم في خوض يلعبون) وجيل شك وتردد وحيرة (بل هم في شك يلعبون) ..(فاتخذتموهم سخريا حتى انسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون)
أحبتي الكرام : لو تأملنا أساليب القران الكريم خصوصا والتشريع عموما لوجدناه لا يتشوف الى استعمال أساليب التهكم والضحك ، ولا الحزن والهم !! ولا يخفى انها من مطالب ومقاصد التمثيل !! فاقرآ حديث (لعن الله الرجل يكذب الكذبة ليضحك الناس) (وأثنى على من ترك الكذب وان كان مازحا) وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أذكار اليوم والليلة ان نستعيذ من الهم والحزن !!
لكن لا أنسى ان أشير الى ان اصحاب الأهواء الشهوانية والشبهاتية انما تنجع مشاريعهم الافسادية في النشر والبث اذا اعتمدوا هذه الوسائل (((اعني ؛ الضحك والتهريج والهم والحزن)))
فالرافضة مثلا انما نشروا قيح زندقتهم بأسلوب الهم والحزن والدندنة على مشاعر المظلومية ، واستعانوا بذلك في التمثيل باللطم والنياحة وتقطيع اجسادهم واطفالهم بالسيوف وكانهم يستعدون ليوم كيوم القرمطي في الحرم ، ونجحوا في سرقة كثير من السذج والدهماء بعد ان فرغوا عقول الاتباع بسلاح هذه الوسائل من هنا ينكشف جزء مهم في بيان خطر التمثيل وهو كونه وسيلة للسيطرة على عواطف الناس من جهة لكن بنفس الوقت هو سلاح يفتك بالعقول ويضعفها ومن هنا تقل مناعتها في مقاومة وتحليل ما يلقى عليها من صور فيخرج جيل ناقص المناعة !!
وهذا والله نشاهده وشاهدناه في شباب صالح تربى على النشيد والطرب الاسلامي والتمثيل كيف انهم سرعان ما يتساقطون اما في الشهوات او الشبهات !! ولم تنفعه مئات وآلاف المقطوعات الصوتية والمرئية الاسلامية !!التي كان يتغذى عليه في كل إحيانه !!!
ولم تفت هذه الوسائل على تنظيم القاعدة وخوارج عصرنا فصاروا يصطادون بها الشباب بأسرع وسيلة فبالضحك تارة!! ،، او بالحزن والهموم اخرى !!! وكانهم يحضرون ليوم كيوم جهيمان في الحرم ،،، ناهيك عن المتصوفة والقبورية وغيرهم من اهل الشبهات .
ولا تنسوا اهل الشهوات والمجون كيف فرغوا سمومهم في شبابنا بأسلوب دغدغة مشاعرهم ضحكا ومجونا وحزنا وهموما !!
أحبابي :
عودا على اسلوب القران نجد انه يراعي جانبين فقط هما (((البشارة والنذارة))) وما ينتج عنهما من حب وخوف وهذان الأسلوبان العاطفيان راعاهما القران في الجانب العاطفي لقصد ان يقبل العقل على معرفة خالقه وتوحيده وعبادته ، ومن ثم يكون القياد والقرار للعقل ....
إن الشرع الحكيم إنما جاء بما يزيد العقل ويرقيه وينقيه من أي الشوائب التي قد تؤثر عليه في تصور الاشياءء وتصويرها ، وفي اتخاذ القرارات والأحكام عليها !!

ولو رجعنا الى مثلث قادة ونخبة ومصلحي هذه الامة من سلفنا الصالح لوجدناهم أبعد الناس عن مواطن الشبه ومحلات الهزل واللهو والطرب ، بل ويجانبون اهل الفسق والمجون ، و هذا البعد عن تلك الاماكن انما انطلقوا به من نصوص الوحي التي حظرت اماكن اللغو واللهو (وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذن مثلهم ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)
ويدل عليه عدم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي بناه بعض منافقي المدينة وهو مسجد الضرار مع ان المسجد من وسائل نشر وبث الخير لكن لما تعلقت به هذه الصفة وهي الضرار عكر صفوه وهجره النبي ئصلى الله عليه وسلم ولم يلتفت الشارع الى ما فيه من بث للخير قال تعالى (والذين اتخذوا مسجدا ضرار وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن ان اردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون & لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يطهروا والله يحب المطهرين ) فهل مجتمعات التمثيل والفن والسينما فيهم طاهر فضلا عن كونه طاهرا بمجموعه ؟!؟! ام هل أسس على التقوى ؟ وهل كان وسيلة للإضرار بالإسلام وأهله ؟!
خاتمة هذا المقال المتشعب ان نقول ان علماء الملة رسموا وسطروا الدفاتر في تحليل وتقرير مبدا المرؤة وأهميتها ومراعاتها والبعد عن خوارمها ومنقصاتها كي تتكون في المجتمع المسلم شخصية الانسان العدل ، فيفسرون العدالة بانها صفة راسخة في النفس تحمل على ملازمة التقوى والمروءة ، بل ويسطرون في دفاتر الفقه ان عدم العدالة يسحب من الشخص الاهلية في تولي المسؤوليات كالولاية والشهادة ، والمراد هنا ان نسال انفسنا عن حال اهل التمثيليات كيف نظرة الناس اليهم اذا استحضرنا ركني العدالة من تقوى ومروءة ؟
معروف ان التمثيل يسلب مروءة الانسان وانا لا أتكلم عن التمثيل المصاحب للفساد بل التمثيل المجرد عن عوالق الفساد المعروفة ، سنجد ان المروءة تذهب في نظر الناس الى الممثل بل وفي نظر الممثل الى نفسه هو لانه سيكون كالدمية والمهرج والمتلون والكاذب ،
ناهيك عن تقمصه لأدوار قد تصل به الى حد التشبه بالنساء والفساق والمجاذيب والمجانين ، والسبب في كل هذا التلون والتهريج هو دريهمات وريالات !! باع بها ماء وجهه واهرق بها رحيق مروءته ... وفي المحصلة يصبح ساذجا ومحلا للسخرية والضحك من قبل المشاهد !!!
هذا من جهة الممثل لكن الخطل والخطر ان ينزل الفقهيه الى هذا المستوى ليشارك هؤلاء المسلوبين في أعمالهم تلك فهنا الكارثة الاكبر لان وجود تلك المعاني في العوام لا تستغرب كما هو معلوم ، المستغرب عندما تنقلب (القاف كافا ) فيصبح الفقهاء فكهاء !!! ويتحول الفقه من تطوير العقول وصناعتها وضبط العواطف ولملمتها ، الى تخصص تفريغ العقول وتجفيفها وتحطيمها ، وشحن العواطف وتسمينها وتحكيمها !! .
فقيه الصحابة ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه قال : كنا اذا خلونا صبونا !! فانظر كيف جعل شخصية الفقيه محترمة امام الناس كي لا يتنقصه العوام ويجعلوه أضحوكة !! ليس مراعاة لذاته بل عزة ورفعة لما يحمله من ارث النبوة الثقيل ، ومع زهذا جعل له في حال خلواته ان يرمي تلك العباءة الثقيلة او التخفف منها ، وهنا تمام التوازن في بناء الشخصية القيادية للامة ،
وقد أعجبني احد مصلحي الامة المعاصرين لما شبه العالم ودوره في امته ومجتمعه بحراس كبار الشخصيات فلا تجدهم الا متحفزين ومتأهبين لأي طارئ دون ان يكون لديهم اي تأثر فيما قد يراه ويسمعه مما لا علاقة له بمهمته !! فلا يضحك ولا يتسلى في مشاهداته او سماعاته كي لا يتشتت تفكيره فيخترق !!! ومن هنا ستكون أحكامه غير متأثرة بمن حوله بل مجردة من كل شائبة لانه يوقع لا عن امير او وزير او ملك ، بل يوقع عن مالك الملك سبحانه وتعالى ،،،
وقد رأينا كبار علماء الامة كيف يتجردون دون تلون او تأثر او انجذاب لما يريده ويهواه الناس !! وفي المقابل رأينا يتحرك بريموتات العوام فيقلبونه على القناة التي يرتاحون لها وهو يطاوعهم بشكل صارخ فسحبوهم الى ساحات المغنين والمغنيات والممثلين والممثلات ، بل وصرنا نسمع من بعضهم النكات التي يعجز عن حملها وأدائها أكابر المهرجين !!!

إيقاظ : لابد ان نرتفع بالفقه والدين عن سفاسف الامور ، ونجرده عن اهواء ورغبات الجمهور ، قال تعالى (واتل عليهم نبأ الذي اتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين & ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه ) ، و جل ثناؤه : (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن بل اتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون) ...
واستمع لقول القرطبي في هذا الختام المسكي وهو يقول : ( ويعفو الله عن الحريري حيث استخف في هذه الآية وتمجن ، وأتى بخطل من القول وزل ; فاستدل بها على الكدية والإلحاح فيها ، وأن ذلك ليس بمعيب على فاعله ، ولا منقصة عليه ; فقال :
وإن رددت فما في الرد منقصة :: عليك قد رد موسى قبل والخضر.
قلت : وهذا لعب بالدين ، وانسلال عن احترام النبيين !! ، وهي شنشنة أدبية ، وهفوة سخافية!! ، ويرحم الله السلف الصالح فلقد بالغوا في وصية كل ذي عقل راجح ، فقالوا : مهما كنت لاعبا بشيء فإياك أن تلعب بِدِينك!!) .....
ولله در القائل :
يا أيها السائل عن منهجي :: ليقتدي فيه بمنهاج
منهاجي العقل وقمع الهوى :: فهل لمنهاجي من هاج .
عذرا على إطالة المقال ، ولكن حبي لمن قرا خيرا فقال ، او غير ذلك فأقال ، ولنتذكر ان من تفقد عيوب أخيه بعين الرضا فقد فقد ،، ومن طلبها بعين السخط وجدّ وجد !
والحمد لله رب العالمين ...

كتبه دون تحرير : يوسف السحيمي .
١٩ / رمضان / ١٤٣٣ه
المدينة النبوية .

موقع أصول الفقه