:: عندما تتكلم الأرواح هل نستمع ؟::

المقال

:: عندما تتكلم الأرواح هل نستمع ؟::

2478 | 28/09/2009
قلبت أوراق إرشيف العقل لأختار منه ما يرضي صاحب هذا الديوان أن يقدمه لعقول زواره الكرام
فرفضت الروح ههنا إلا أن تزاحم العقل وأن وتسكته لترسل من لغتها الخاصة -التي قل من يتحدث
بها في هذا الزمان الذي طغت عليه مبادئ المادية فتحول فيها الإنسان إلى تقمص قميص المكينة والآلة
التي لا تتحرك إلا بمحرك مادي ووقود بنقود ، عفواً : لا أريد أن أخرج عن الموضوع لكن لصوت
العقل كلام كثير حول هذا الموضوع الخطير في وقت لاحق-
فسكت العقل ليترك الحديث للروح تقديراً منه لهذا المقام -مقام استقبال الضيوف- لأنه هو من قرر قانونه الشهير : (لكل مقام مقال)

فوجدت في الإرشيف الروحي هذه الرسالة الموجزة القديمة التي تعبر عن نفسها ، وقد صهرَتْها روح صاحب الديوان لأحد أحباب روحه فقالت الروح : "" عندما يسمو الإنسان بأخلاقه يمتلك قلوب أناس كثيرين ، وعندما يتذكره الناس تغشاهم كل معاني التقدير والإجلال ، وحينذ تتناجى الأرواح برسائل وإشارات قد لا يشعر بها حتى قلب وعقل الإنسان نفسه لأنها أحاديث المحبين بلغة الأرواح فحسب ، يعجز عن تحليلها وفك رموزها دهاقنة العقول والقلوب ،
فهذه خاطرة روح أرجو من قلبك وعقلك أن يترك تحليلها للروح ولا يتعن "" أ . هـ .
ويرصد العقل لغة للروح في أبيات روحية جميلة جدا جدا ولكنها هذه المرة جاءت بهيئة اللوم والعتاب والذي قد تترجمه الأروح وتتقبله وتطرب له أفضل من طربها بهيئات أخرى وهذا وإن كان غريباً على لغات العقول الجافة إلا أنه عادة محكمة وعرف معتبر لمجتمع الأرواح ومعسكرها ، التي قال فيها محمد صلى الله عليه وسلم : "الأرواح جنود مجندة ما توافق منها إئتلف وما تناكر منها إختلف"
وأما الأبيات الروحية والتي أرجو أن نتأملها ونحاول فك رموزها فتقول :
يا من نأى متجبرا يا جاني :: صيرتني متحيرا في شاني.
هلا وقد أبعدتني وقليتني :: أرسلت طيفك في الكرى يلقاني.
أمطرت مني عبرة هي عيرة :: فغدت هوى متسترا بجناني.

فانظر كيف جمعت لغة الأرواح بين المتناقضات العقلية فكل تلك العبارات القاسية التي قد لا يجيد تركيبها العدو لعدوه إلا أن أرواح المحبين تراها كأجمل ما تتناجى فيه ..

فما أحوجنا اليوم إلى إعطاء الروح حقها في أن تعيش بصفاء ونقاء مع الأرواح الطاهرة الطيبة بعيدة عن الأرواح الشريرة........ السلام


وكتب : يوسف بن هلال -
12/8/1430هـ

موقع أصول الفقه